(ســــر الــتـــوبـــة (الإعــتــراف

سرُّ التوبة

س- ما هو سرُّ التوبة؟

ج- هو سرٌّ أنشأه السيد المسيح لمغفرة الخطايا المرتكبة بعد المعمودية.

 

س- وهل غفر السيد المسيح الخطايا؟

ج- نعم غفر السيد المسيح للمخلّع خطاياه لما قال له: «ثِقْ يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ» (متى 9 مرقس 2). وغفر للمرأة الزانية خطاياها بسبب ندامتها وتوبتها الصادقة فقال: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ» (لوقا 7/36-50). وقلّد رسله سلطانًا لمغفرة الخطايا بقوله لهم: «خُذُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُمْ تُغْفَرْ لَهُمْ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُمْ تُمْسَكْ لَهُمْ» (يوحنا 20/22). واطلقهم في العالم ليكرِزوا باسمه «بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا» (لوقا 24/47).

 

س- ما هو مفعول سرُّ التوبة؟

ج- سر التوبة يُعيد إلى المؤمن ما فقده بالخطيئة من نعمة البرارة ويمحو عنه العقاب الأبدي الذي استوجبته الخطايا المميتة.

 

س- كيف يجري سرُّ التوبة؟

ج- يجري سر التوبة على الوجه الآتي: يشكو المؤمن نفسه في كرسي الاعتراف بندامة وخشوع بما اقترفه من خطايا والكاهن يستمع إليه كأبٍ يشعر بما يشعر به الناس من ضعف وكطبيب يعاونه بما يسديه إليه من نصائح وما يصفه له من دواء على استعادة ما فقده من برارة، وكقاضٍ ينظر في دعواه فيصدر الحكم ويفرض العقاب: فيحكم مثلاً على السارق بالرد وعلى القاتل بالتكفير وعلى النمّام بالتعويض وهلمَّ جرَّا. وإذا أنس من التائب توبةً حلَّه من قيود آثامه وأطلقه حرًّا نشيطًا مرتاح البال وقد زوَّده سلاحًا جديدًا لخوض معركة جديدة.

 

س- لماذا وساطة الكاهن؟ ألا يستطيع الإنسان أن يعترف بخطاياه إلى الله مباشرةً دون وساطة الكاهن؟

ج- إن ما قلَّده السيد المسيح تلاميذه من سلطان على مغفرة الخطايا يفترض ضرورة الاعتراف للكاهن. وإذا ما عللنا تشريعه هذا وجدنا من الأسباب التي حدته على اتخاذ مثل هذا الإجراء ما يلي:

1)   إن الاعتراف أمام الكاهن – والكاهن مُعرَّض للخطأ كالتائب – فيه تذليل للكبرياء، مصدر الخطيئة، وتذليل الكبرياء علامة صادقة من علامات التوبة الحقّة.

2)   إن الاعتراف أمام الكاهن ضروري لأن الخطيئة ظلمة على ما أشار السيد المسيح لأنها جهل وغرور، والتوبة نور والانتقال من الظلمة إلى النور لا يكون إلاَّ على يد دليل يؤمِّن معه العِثَار، وهذا الدليل هو الكاهن.

3)   إن الاعتراف أمام الكاهن ضروري لأن الخطيئة معناها وثنية تقوم على عبادة آلهة هي من صنع أيدي الإنسان (المال، الجاه، اللذة). وهل يجوز الخاطئ على تحطيم آلهة عبدها بالأمس؟ فالكاهن يساعد التائب على تحطيم آلهته الكاذبة.

4)   إن الاعتراف أمام الكاهن ضروري لأنه ما من إنسان يصلح النظر في دعواه الشخصية. والكاهن هو القاضي النزيه الذي يصلح النظر في دعوى التائب ويأمره بالتعويض حيثما يجب التعويض.

5)   إن الاعتراف أمام الكاهن ضروري أخيرًا لأنه يتيح للتائب أن يتيقَّن من صدق توبته. إذ أن الإنسان كما أنه لا يمكنه أن يتيقَّن من محبته لله إلا إذا أحبَّ القريب، كذلك لا يمكنه أن يتيقَّن من صدق توبته إلاَّ إذا اعترف بخطاياه أمام كاهن المسيح. ومن المعلوم أن الكاهن ملزم بحفظ السر ولو كلَّفهُ حفظه الحياة ولربما حمل الدية لذوي القتيل والرد لمن أصيب بماله، يلزم بهما قاتلاً أو سارقًا لا تناله يد العدالة، والجاني يعرف إن سره دفين وإنه لا هون على صاحبه نزول القبر من إفشائه.

 

6)   كلّ خطيئة، وإن خفيت على البشر، تمس جماعة الكنيسة فلا بدّ من الاعتراف بها لممثّل الكنيسة.

خلاصة الدين المسيحي




اليومَ العذراءُ تأتي إِلى المغارة. لِتلِدَ الكلمةَ الذي قبلَ الدُّهور. ولادةً تفوقُ كلِّ وَصْفٍ. فاطْرَبي أَيَّتُها المسكونَة. إِذا سَمِعْتِ. ومجِّدي مع الملائكةِ والرُّعاة. مَنْ شاءَ أَنْ يَظْهَرَ طِفْلاً جديداً. وهو الإِلهُ الذي قبلَ الدُّهور