أســـرار الـكـنـيـســة الـســبـعـة

النعمة والأسرار

س- ما هي النعمة المقدسة؟

ج- النعمة المقدسة هي حياة الله في نفوسنا. تستقر فينا بواسطة سر المعمودية بعد أن تمحو الخطيئة الأصلية، تجعلنا أبناء الله بالتبني، إخوة السيد المسيح وشركاءَهُ في الطبيعة الإلهية، وتؤهلنا لنكون ورثته يومًا في السماء. وهي ضرورية للخلاص بمقدار أنه يستحيل علينا أن نرضي الله بدون وجودها فينا. إنها قابلة النمو، تزداد فينا كلَّما تلونا صلاة حارَّةً إلى الله أو أتينا بعمل صالح، وتزول منا إذا ما اقترفنا خطيئة مميتة واحدة. ولكننا نسترجعها بواسطة سر التوبة.

 

س- هل تكلّم السيد المسيح على النعمة؟

ج- نعم لقد تكلّم السيد المسيح على النعمة لما شبّه نفسه بالكرمة وشبّه المؤمنين به بالأغصان. قال: «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْحَارِثُ. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بثَمَرٍ أَكْثَرَ. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ مِنْ أَجْلِ الْكَلامِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. أُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَأْتِيَ بثَمَرٍ مِنْ عِنْدِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. مَنْ يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ فَهُوَ يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَعْمَلُوا شَيْئًا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجًا كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ فَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ. إِنْ أَنْتُمْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلامِي فِيكُمْ تَسْأَلُونَ مَا شِئْتُمْ فَيَكُونُ لَكُمْ. بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأتُوا بثَمَرٍ كَثِيرٍ وَتَكُونُوا لِي تَلامِيذَ» (يوحنا 15/1-9).

 

س- ما هي أنواع النعمة؟

ج- النعمة على نوعين: النعمة المبرِّرة أو المقدِّسة والنعمة الفعلية أو الحالية. فالأولى تجعلنا أبناء الله وتستقر وتثبت فينا؛ أمّا الثانية فهي مساعدة يمنحنا إياها الله في ظروف مختلفة فيها ينير عقولنا ويحرّك إرادتنا لنجتنب الخطيئة ونصنع الخير.

 

س- ما هي الأسرار؟

ج- الأسرار هي إشارات حسيّة أو أعمال تُرى، لها معنى وفعل لا يُرى، وضعها السيد المسيح لأجل تقديس نفوسنا.

 

س- لماذا تقول إشارات حسيّة؟

ج- لأنها تقع تحت الحواس كالنظر والسمع واللمس، وترمز إلى حقيقة باطنية راهنة يستدل العقل إلى معرفتها. هكذا الدخان مثلاً يدل على وجود النار والعّلّم يرمز إلى الدولة التي يمثلها، والمصافحة تدل على الصداقة وإحنا الرأس يدل على الاحترام والدموع تدل على شدة الانفعال وهلمَّ جرّا. فالإشارات المحسوسة التي نراها في الأسرار تبيّن لنا أن نعمة الله الداخلية تحل في النفس وتستقر فيها. هكذا الماء في المعمودية يرمز إلى النظافة والتطهير من الأوساخ وهو يبيّن لنا أن المسيح يغسل نفس الإنسان المعمَّد من خطيئته ويحل فيه بنعمته.

 

س- فهل استخدم مثل تلك العلامات أو الإشارات الحسيّة؟

ج- نعم لقد استخدم المسيح مثل تلك العلامات أو الإشارات الحسيّة. وقد وزَّع نعم أبيه السماوي وبركاته على البشر بكلمة أو بإشارة في حين إنه كان بمستطاعه أن يوزّعها بفكرة فقط. فالإنجيل يذكر لنا أنه لمس الأبرص فطهر من برصه (متى 8 ولوقا 5)، وضه يده على المرضى فمنحهم العافية (متى 8 ولوقا 6)، أعلن للمخلع بكلمة أن خطاياه قد غُفِرَت (متى 9 ومرقس2)، نفخ في التلاميذ فوهبهم السلطان لمغفرة الخطايا (يوحنا 20)، وأمام أعمى منذ ولادته تفل في الأرض وصنع من تفلته طينًا وطلى به عيني الأعمى ثم أمره بأن يذهب ويغتسل ببركة سلوام لكي يحصل على البصر (يوحنا 9)، وإلى أخرس أبكم نراه يضع فليلاً من ريقه في أذنيه ويقول له : إتفتَح ! أي إنفتح، فيعيد له سمعه ونطقه على الفور (مرقس 7). وهكذا كان يضع البشر بالاتصال مع الله أبيه بواسطة تلك الإشارات والعلامات الحسيّة.

 

س- ألم يكن المسيح نفسه علامة حسيّة لوجود الله بين البشر؟

ج- نعم لقد كان المسيح نفسه علامة حسيّة لوجود الله بين البشر. وقد دُعي بحق سرَّ الله الكبير لأنه كان يدل على وجود الله بين البشر وكان يمنح الله للبشر وهو القائل: «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ» (يوحنا 14/9). وقد دُعِيَتْ الكنيسة أيضًا من بعده سرّ المسيح، أي العلامة أو الإشارة الحسيّة التي تدل على وجوده والتي تمنحه للبشر، ذلك لأن المسيح قلَّدها ذاك السلطان لما قال لتلاميذه: «اذْهَبُوا الآنَ وَتَلْمِذُوا كُلَّ الأُمَمِ مُعَمِّدِينَ إِيَّاهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» (متى 28/19).

 

س- ما هي صلة الأسرار بالفداء؟

ج- الأسرار هي بمثابة قنوات تأتينا بواسطتها نعم الفداء التي استحقها لنا المسيح بموته على الصليب.

 

س- من يمنح الأسرار؟

ج- هو المسيح ما زال يمنح نِعَمَ الفداء بالأسرار ولكن بواسطة الكاهن.

 

س- ما عدد الأسرار؟

ج- عدد الأسرار سبعة: المعمودية، التثبيت، القربان المقدس، التوبة، مسحة المرضى، الكهنوت، الزواج.

 

س- لماذا حدَّد المسيح هذا العدد السبعة؟

 

ج- حدَّد المسيح هذا العدد السبعة لأن حياة الإنسان الروحية كحياته الجسدية تتطلب هذا العدد لا أكثر ولا أقل. أجل، سبعة أشياء ضرورية لحياة الجسد: الولادة، النمو، الغذاء، مكافحة المرض والشفاء منه، حسن التدبير من قِبَل السلطة، الزواج لتناسل البشر، والعزية والمساعدة عند الموت. وسبعة أشياء ضرورية أيضًا لحياة النفس: الولادة الروحيّة (المعمودية) النمو (التثبيت) الغذاء (الإفخارستيا أو القربان المقدس) التنقية والشفاء من الخطيئة (التوبة) القوة والأمانة لاحتمال الحياة الزوجية (الزواج) الالتجاء إلى وسيط يُدني النفس من الله ويمنحها نِعَم الفداء (الكهنوت) تعزية النفس وانعاشها في المرض وتأهيبها للمثول أمام الله عند الموت (مسحة المرضى).

خلاصة الدين المسيحي

اليومَ العذراءُ تأتي إِلى المغارة. لِتلِدَ الكلمةَ الذي قبلَ الدُّهور. ولادةً تفوقُ كلِّ وَصْفٍ. فاطْرَبي أَيَّتُها المسكونَة. إِذا سَمِعْتِ. ومجِّدي مع الملائكةِ والرُّعاة. مَنْ شاءَ أَنْ يَظْهَرَ طِفْلاً جديداً. وهو الإِلهُ الذي قبلَ الدُّهور