ســــر الـمـعـمــوديــــة

في اعتمادِكَ يا ربُّ في نهرِ الأُردُنّ. ظهرَ السُّجودُ للثَّالوث. فإِنَّ صَوْتَ الآبِ كان يَشْهَدُ لكَ. مُسَمِّيًا إِيَّاكَ ابناً محبوبًا. والروحَ بهيئةِ حَمامة. يُؤَيِّدُ حقيقةَ الكلمة. فيا مَن ظَهرَ وأَنارَ العالم. أَيُّها المسيحُ الإِلهُ المجدُ لَكَ

سرُّ المعمودية

س- ما هو سرُّ المعمودية؟

ج- سرّ المعمودية هو سرّ يمحو الخطيئة الأصلية في الإنسان ويمنحه الولادة الروحية الثانية الجديدة من العلاء التي تكلّم عليها السيد المسيح في حديثه مع نيقوديموس أحد علماء الناموس في إسرائيل. بقوله: «إِنْ لَمْ يُولَدْ أَحَدٌ ثَانِيَةً فَلا يَقْدِرُ أَنْ يُعَايِنَ مَلَكُوتَ اللهِ... إِنْ لَمْ يُولَدْ أَحَدٌ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ فَلا يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ» (يوحنا 3).

 

س- وما هي قدرة الولادة الروحية الجديدة من العلاء؟

ج- إن الولادة الروحية الجديدة من العلاء:

1)     تُجدِّد الإنسان ثانيةً فتنقله من الموت إلى الحياة بحيث يفيض الله عليه نعمته الإلهية فيغيّره ويحييه ويلقي فيه بذور الفضائل الإلهية الثلاث، الإيمان والرجاء والمحبة التي تساعده على النمو المتواصل في الحياة الإلهية كلما أتى بعمل ثوابي.

2)     تُحرره من مخالب ابليس ومن نير الخطيئة. وإذا كان راشدًا فالمعمودية تمحو له جميع الخطايا التي اقترفها مدة حياته قبل اعتماده.

3)     تُدخله في حظيرة الكنيسة فيصبح ابنًا لله بالتبني وأخًا للسيد المسيح وعضوًا عاملاً في جسده السرّي، قابلاً أن يستفيد من استحقاقات شركة القديسين.

 

س- كيف يجري سرُّ المعمودية؟

ج- يجري سرُّ المعمودية على الشكل الآتي: يأخذ الكاهن الماء بيده ويصبه على رأس الشخص المعمَّد قائلاً: «أنا أُعمِّدُكَ يا فلان باسم + الآب + والابن + والروح القدس»، عملاً بكلام السيد المسيح القائل إلى تلاميذه حين قلَّدهُم سُلطانه الإلهي وأطلقهم يكرزون بالإنجيل للخليقة كلها: «إِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. اذْهَبُوا الآنَ وَتَلْمِذُوا كُلَّ الأُمَمِ وعَمِّدُوهُم بِاسْمِ الآبِ وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» (متى 28/18).

 

س- ما هي رموز الماء في الكتاب المقدس؟

ج- إليك رموز الماء في الكتاب المقدس:

1)     الماء يُحيي بحيث يمنح الخصب للأرض ويفجّر الينابيع وسط الصحراء فيروي كل ما كان جافًا.

2)     والماء يبيد ويُميت أيضًا كما يحدث ذلك في الطوفان. فالماء مرغوب عندما يمنح الحياة ومخوف عندما يُبيد ويُميت.

-         ففي العهد القديم خلق الله كل حياة كما جاء في نصوص التوراة، ابتداءً من الماء. وأرسل الطوفان عن أيام نوح ليبيد البشرية الأثيمة بسبب كثرة آثامها ومعاصيها ولم ينجُ من الطوفان سوى نوح البار وعائلته.

وتطهَّر نعمان السرياني من برصه باغتساله في مياه الأردنِّ على طلب وضراعة اليشع النبي (4 ملوك 5).

وفي العهد الجديد تعمد السيد المسيح نفسه من يوحنا المعمدان في الأردن حاملاً البشرية الأثيمة في شخصه لكي يُطهرها من آثامها بمعمودية التوبة والتكفير، وهناك حلَّ عليه الروح القدس بشكل حمامة ليصنع بواسطته خلقة جديدة ويدخل معها في عهد جديد «العهد المسيحاني» الذي تكلّم عليه الأنبياء. فكان الماء في كل من هذه المشاهد أداة لإبادة الخطيئة ومنح النعمة الإلهية. وقد شبّه السيد المسيح أيضًا موته وقيامته بمعمودية لما قال: «وَلِي صَبْغَةٌ أَصْطَبِغُ بِهَا وَمَا أَشَدَّ تَضَايُقِي حَتَّى تَتِمَّ» (لوقا 12/50) أي لي معمودية يجب أن أتعمد بها وهي معمودية الدم. ومن المعلوم أنه في هذه المعمودية سيحرر البشرية بأجمعها من نير الخطيئة الأصلية ومن مخالب إبليس ويمنحها قدرةً على أن تحيا حياة أبناء الله.

س- ما أنواع المعمودية؟

ج- أنواع المعمودية ثلاثة: معمودية الماء (وتكون بالتغطيس أو بالغسل أو بالرش) ومعمودية الشوق ومعمودية الدم.

س- ما هي معمودية الشوق؟

ج- هي اشتياق الإنسان الشديد إلى قبول المعمودية التي تكلم عليها المسيح، حين يتعذر عليه قبولها.

س- ما هي معمودية الدم؟

ج- معمودية الدم هي تقدمة الإنسان نفسه إلى الاستشهاد حبًا بإيمانه المسيحي.

س- ما هي واجبات الإنسان المسيحي قبل سر المعمودية؟

 

ج- واجبات الإنسان المسيحي الذي قبل سر المعمودية هي أن يكون أمينًا على نعمة الله التي اقتبلها، أن يقوم بموجبات ومقتضيات المعمودية وأن يكون رسولاً في بيئته وملحًا في المجتمع الإنساني يقيه الفساد ويبث فيه ذوق وطعم الحياة الإلهية.

 

خلاصة الدين المسيحي

اليومَ العذراءُ تأتي إِلى المغارة. لِتلِدَ الكلمةَ الذي قبلَ الدُّهور. ولادةً تفوقُ كلِّ وَصْفٍ. فاطْرَبي أَيَّتُها المسكونَة. إِذا سَمِعْتِ. ومجِّدي مع الملائكةِ والرُّعاة. مَنْ شاءَ أَنْ يَظْهَرَ طِفْلاً جديداً. وهو الإِلهُ الذي قبلَ الدُّهور