ســــر الإفـخـارسـتـيـا الإلـهـي

المسيحُ قامَ من بينِ الأموات. ووطىءَ الموتَ بالموت. ووهبَ الحياةَ للَّذينَ في القبور

سرُّ القربان الأقدس

س- ما هو سرُّ القربان الأقدس أو الإفخارستيا؟

ج- الإفخارستيا هي سرُّ حضور ربنا يسوع المسيح حضورًا حقيقًا بجسده ودمه ونفسه ولاهوته تحت أعراض الخبز والخمر.

س- كيف ومتى أنشأ السيد المسيح هذا السر؟

ج- أنشأ السيد المسيح هذا السر ليلة موته على الصليب لما أخذ خبزًا وباركه وأعطاه للرسل قائلاً: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي. وَأَخَذَ الْكَأْسْ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ اشْرَبُوا مِنْ هذَا كُلُّكُمْ، هذَا هُوَ دَمِي لِلعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُهْرَاقُ عَنْ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي» (متى 26/26 لوقا 22/19-1 كورنثيين 11/23)

س- ماذا فعل السيد المسيح بهذه الكلمات: «هذَا هُوَ جَسَدِي. هذَا هُوَ دَمِي. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي»؟

ج- بهذه الكلمات «هذَا هُوَ جَسَدِي، هذَا هُوَ دَمِي» حوّل الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه. وبهذه الكلمات «اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي» أعطى الرسل والأساقفة والكهنة من بعدهم سلطانًا ليحوّلوا مثله الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه.

س- لماذا ادَّخر السيد المسيح تأسيس الإفخارستيا إلى ليلة صلبه؟

ج- ادَّخر السيد المسيح تأسيس الإفخارستيا إلى ليلة صلبه كي يربطها بسر الفداء ويجعلها تتخذ نفاذها من آلامه وموته وتكون فيما بعد تجديدًا رمزيًا لذبيحته على الصليب. ثم لكي يمنح لصلبه طابع الذبيحة الاختيارية المقدسة بدلاً من طابع الجريمة اللاحق به من قِبَلِ اليهود.

 

س- ما هي غاية السيد المسيح بإنشاء سر الإفخارستيا؟

ج- للسيد المسيح ثلاث غايات من إنشائه سر الإفخارستيا:

1 ً- تجديد ذبيحة الصليب بنوع سرّي دائم بذبيحة القداس.

2 ً- تغذية النفوس من حياته الإلهية وتسهيل عمل الخلاص.

3 ً- المكوث الدائم بيننا بحضوره السرّي في كنائسنا.

س- ما هو القداس؟

ج- القداس هو الذبيحة التي أنشأها السيد المسيح ليجدد فيها ذكرى صلبه ويجعلها بديمومة مستمرة على الأرض كي يتيح لمسيحيي الأجيال قاطبةً أن يشركوا ذبيحتهم ويستفيدوا عمليًا من استحقاقات صلبه وقيامته. فالقداس هو ذبيحة الكنيسة بأسرها.

س- كيف يكون القداس ذبيحة الكنيسة؟

ج- القداس ذبيحة الكنيسة بالشكل التالي: إن المسيح كان على الصليب كاهنًا وذبيحةً معًا. قرَّب ذاته قربانًا لله أبيه وقرَّب معه البشرية بحيث غسلها من أدرانها بدمه الذكي وكانت البشرية تقدمه بآن واحد إلى الله كثمرة جهودها المتجددة. وفي القداس هي الكنيسة، البشرية المتجددة، تنضم إلى المسيح لتقرّبه لله أبيه وتقرّب ذاتها معه بآن واحد، ذبيحة تكفير ورضى وخلاص. هذا ما ترمز إليه نقطة الماء التي يمزجها الكاهن بالخمر.

س- ولكن كيف تمثل رتبة القداس ذبيحة الصليب؟

ج- لا تمثل رتبة القداس ذبيحة الصليب تمثيلاً دراماتيكيًا، ولكن بالشكل الرمزي الذي أراده السيد المسيح نفسه أعني به تكريس الخبز والخمر. فالكاهن المنحني على الخبز وعلى الكأس يلفظ كلمات السيد المسيح نفسه ويردد العمل الذي عمله لأول مرّة ليرمز عن آلامه. فالخبز والخمر يمثلان كما في العشاء السرّي سابقًا جسد المخلص المبذول ودمه المسفوك على الصليب المنفصلَيْنِ عن بعضهما والمتحدَينِ معًا.

س- لماذا اختار السيد المسيح الخبز في الإفخارستيا؟

ج- اختار السيد المسيح الخبز في الإفخارستيا لأنه يمثل الإنسان بالأكثر فهو ثمرة تعبه وجهاده، خبز الشقاء الذي فرضه الله على آدم عقيب سقوطه في الخطيئة لما قال له: «بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأكُلُ خُبْزًا» (تكوين 3/19)، خبز الظلم الذي يتزاحم عليه البشر ويتخاصمون وخبز المحبة بالوقت ذاته إذا ما أراده البشر رابطة ما بينهم عندما يكون ما بينهم «أكل خبز وملح». فهذا الخبز المؤلف من حبات حنطة متعددة قد اختاره السيد المسيح وكرَّسه وأحاله في الإفخارستيا إلى جسده ودمه ونفسه ولاهوته في العشاء الأخير من حياته على الأرض، على مائدة ضمَّت إليها جميع رسله، فجعله خبز المحبة الذي يتقاسمه البشر منذ الآن وصاعدًا على المائدة المقدسة في الكنائس، مائدة الأسرة البشرية الكبرى التي تضم إليها جميع أبناء آدم المتشتتين في العالم لتُحيلهم إلى إخوة بالمسيح رغم تباين اللون والعرق والجنس والمرتبة، وخبز العدالة الذي يرغم الكبير ليحدب على الصغير والغني ليحنو على الفقير وينظر فيه أخًا مفتدى نظيره بدم المسيح الفادي.

س- ولماذا اختار السيد الخمر أيضًا في الإفخارستيا؟

ج- اختار السيد المسيح الخمر في الإفخارستيا لأنه يمثّل عذاب الإنسان ومحنه وألمه – والخمر عصير الكرمة التي كانت تداس سابقًا بالأرجل – وقد جاء ليقدس عذاب الإنسان ويجعله أداة تكفير وخلاص بيده. فمنذ تأسيس الإفخارستيا أصبح بمقدور الإنسان أن يمزج كل يوم في القداس الإلهي ليس فقط نقطة عذابه وآلامه مع نقطة الماء في كأس الخمر بل حياته اليومية بكاملها مع كل ما فيها من الأعمال التافهة الرتيبة والمضنية لتتخذ استحقاقات أبدية لا حدّ لها.

س- فالإفخارستيا تهيئ إذن ملكوت الله للبشر منذ هذه الدنيا؟

ج- نعم إن الإفخارستيا تهيئ ملكوت الله للبشر منذ هذه الدنيا إذ أنها تفيض عليهم نِعَمَ الفداء بوفرة وتساعدهم على تغيير حياتهم اليومية وتأليهها بنوع ما لتكون أهلاً يومًا بملكوت الله.

س- ما هي أقسام القداس؟

ج- يُقسم القداس إلى ثلاثة أقسام:

1)      تقدمة الخبز والخمر بعد التهاليل وقراءَات الأسفار المقدسة من العهدين القديم والجديد.

2)      تكريس الخبز والخمر.

3)      المناولة.

س- ما هو الأسلوب الأفضل لحضور ذبيحة القداس؟

 

ج- أفضل أسلوب لحضور ذبيحة القداس هو الاشتراك فيها مع الكاهن والمتابعة بتقوى حركاته وصلواته. ويكمل اشتراكنا في الذبيحة بتناولنا القربان المقدس.

خلاصة الدين المسيحي


اليومَ العذراءُ تأتي إِلى المغارة. لِتلِدَ الكلمةَ الذي قبلَ الدُّهور. ولادةً تفوقُ كلِّ وَصْفٍ. فاطْرَبي أَيَّتُها المسكونَة. إِذا سَمِعْتِ. ومجِّدي مع الملائكةِ والرُّعاة. مَنْ شاءَ أَنْ يَظْهَرَ طِفْلاً جديداً. وهو الإِلهُ الذي قبلَ الدُّهور